سُلافة محمد فنانة إماراتية تتميز أعمالها بتوظيف تقنيات النسيج وفن الكروشيه. تستوحي سُلافة أعمالها الفنية من أساليب الأرشفة والتوثيق، وتسعى إلى تحويل التفاصيل اليومية التي قد تبدو بسيطة أو مهملة إلى أعمال فنية ذات معنى.
تركز أعمال سُلافة على استكشاف العلاقة المتشابكة بين براعة الصنعة اليدوية والأرقام والتجارب الشخصية بهدف توثيق التفاصيل البسيطة والعميقة للحياة اليومية. وتولي الفنانة اهتماماً خاصاً لكل ما هو عابر في مجريات الحياة اليومية، كالعادات والمعاملات الخاطفة، لأنها تعكس الطابع الفاني للحياة. وتنبع هذه الحساسية من نوع من الإدراك المُجسد، أو ما قد يسميه علماء النفس Pareidolia، الباريدوليا، وهي الدافع لإيجاد معنى للأشكال والأنماط العشوائية التي تظهر على الجدران أو الأرض أثناء السير. وغالباً ما تدفع هذه اللقاءات البصرية سُلافة إلى التوقف أو التقاط الصور أو بدء حوارات مع أشخاص في المكان للكشف عن القصص المترابطة وراء ما يبدو عفوياً أو صدفةً للوهلة الأولى. وتدفع هذه اللحظات الحدسية الفنانة إلى تجربة مواد غير تقليدية غير الخيوط، فتفتح آفاقاً جديدة لما يمكن إنتاجه بالكروشيه وفن النسيج، مستعينةً النحاس والمنسوجات المهملة وأكياس البلاستيك. ومن خلال هذه الممارسة التوسعية والتجريبية للفن، تبني سُلافة منظومتها الخاصة للإبداع الفني. وقد تأثرت أعمال سُلافة بنشأتها في دبي، المدينة الشهيرة بالتحول المستمر، ما أوجد في أعمالها تلك الحالة من التوتر بين الثبات والتغير.
أسست سُلافة أيضاً 1604 Art Space في دبي، وهي مساحة فنية مستقلة تديرها مجموعة من الفنانين، وتهدف إلى دعم الفنانين المحليين الناشئين من خلال المعارض والمبادرات العامة. وتدرس سُلافة حالية لنيل درجة الماجستير في الفنون الجميلة من مدرسة معهد الفنون في شيكاغو (SAIC)، في الولايات المتحدة الأمريكية، كما التحقت بدورات فنية في ألمانيا والإمارات العربية المتحدة. وتقيم سُلافة وتعمل في دبي بالإمارات العربية المتحدة.