في هذا المشروع الاستكشافي، استخلصت سُلافة الخطوط من عملها رقم 19 ضمن سلسلة "تتبع غير المرئي" (قلم التحديد الأبيض)، واتّخذتها أساساً لإعادة حياكة الشكل بخيوط الكروشيه. ومن أبرز ما يميز هذا العمل استخدام سلك نحاسي بدلاً من الخيط التقليدي. واجهت سُلافة خلال عملها بهذه المادة غير التقليدية تحدّياتٍ استثنائية. على سبيل المثال، وكما هو الحال دائماً، تتطلّب مشاريع الكروشيه جهداً يدوياً كبيراً، غير أنّ هذا العمل استدعى قدراً مضاعفاً من الطاقة والمجهود البدني، حيث استخدمت عضلاتها لتطويع المعدن وتشكيله. ويعكس هذا العمل الجهد والتوتر بين المادّة والتقنية المستخدمة في الحياكة، ويلفت الانتباه إلى الطابع الخفيّ والمضني للعمَل الحِرَفي اليدوي. كما لاحظت سُلافة أن محاولة فكّ الغرزة في سلك النحاس تترك أثراً دائماً، على عكس الخيط، إذ يحتفظ السلك المفكوك بانحناءاته وآثاره، مقاوماً إخفاء تأثير الحركات السابقة للإبرة عليه. يحتفي هذا العمل بالطابع البشري وأوجه القصور التي يتميز بها العمل اليدوي البشري.