المكان: إكس في إيه جاليري، دبي، الإمارات العربية المتحدة
تستخدم سُلافة في سلسلتها «المعنى الكامن في اللامعنى» تقنيات الكروشيه لاستكشاف الطبيعة المؤقتة للأرقام والرموز التي تمنحها الحكومات والمؤسسات المختلفة للأفراد. تتأمل هذه السلسلة في تلك البيانات العابرة التي تُعرَّف لحظياً جوانب من وجودنا، قبل أن تفقد معناها سريعاً، على سبيل المثال، يصبح رقم التسليم بلا قيمة بوصول الطرد، وتنتهي صلاحية رمز التحققٍ المؤقت (OTP) بانتهاء المعاملة، ويفقد رقم الانتظار جدواه ما إن يُنادى الاسم أخيراً — فكلٌ من هذه الأرقام علامةٌ عابرة للهوية والملكية. تنطلق سُلافة مرة أخرى، عبر علاقتها بالكروشيه، ذلك الفنّ الذي يوظَّف لصنع أشياء ملموسة ووظيفية، نحو التجريد لتحوّل بياناتٍ مجردة إلى منحوتات ذات أشكال حرة بلا غرض عملي محدد، لكنها تزخر بدلالات العملية الإبداعية ذاتها.
تبدأ هذه السلسلة بالملاحظة والتجريب، لتنتقل بعدها إلى توثيق اللحظات العابرة وحفظها. ومن خلال سلسلة من العمليات الحسابية، طوّرت سُلافة معايير رقمية اعتمدتها في تكوين أنماط الكروشيه. تنطوي هذه العملية على عنصري الغموض والمفاجئة، إذ لا يكشف الشكل النهائي عن نفسه للفنانة إلا أثناء عملية الحياكة نفسها.
في هذا العمل، تُغلَّف المنحوتات المنسوجة داخل طبقة من الراتنج، لتتمكن سُلافة من حفظ تلك البيانات سريعة الزوال وتحويلها إلى شهادات شخصية. فنظراً لما يتميز به الراتنج من شفافية وصلابة، فإنها تبين البيانات التي كانت يوماً ما ذات أهمية، لكنها في الوقت نفسه تعزلها عن العالم الخارجي، فتحفظها، وتحول دون المساس بها، تماماً كما الذكريات أو التاريخ. هكذا تغدو البيانات منتهية الصلاحية مغلّفة ومتحجّرة، غير قادرة على التطوّر ولا تشارك بعد الآن في المشهد الرقمي النشط، ما يمثل دعوة لنا لتأمل ما سيبقى في الذاكرة من وجودنا الرقمي العابر.