تمثل سلسلة "تتبع غير المرئي" رحلة مشوقة في عالم ما وراء الكروشيه. وفي هذا العمل ربطت الفنانة عصا من الفحم بإبرة الكروشيه لتصنع ذراعاً ممتدة تتحرك أثناء الحياكة، ما يترك علامات دقيقة على الورق. وتتحول حركة الإبرة، وحركات عصا الفحم غير المتعمدة إلى "رسومات إيمائية" أو "آثار" على الورق تتبع العمل والحركات الكبيرة والصغيرة، والوقت والجهد المنسوجان في كل قطعة. وتُنتج هذه العملية عملين فنيين متميزين: عمل الكروشيه الملموس ونظيره الفحمي غير الملموس.

وتعزز الفنانة هذا الاستكشاف من خلال تنويع أدوات الرسم (أعواد الفحم، وأقلام التحديد)، والأنواع المختلفة من الدرزات والأشكال التي تصنعها، من أجل تقديم عمل يمنح معنًى جديداً لجزء مهمل من فن الكروشيه. ويتميز كل رسم بالتفرد وعدم قابلية التكرار، ما يبرز أهمية كل حركة في فن الكروشيه. وتعتبر عملية رسم هذه الروابط بين الجوانب التي تبدو متباينة في عملها، وداخل الفن نفسه، جزءاً لا يتجزأ من هويتها كفنانة وإنسانة.