بدأ هذا المشروع من سؤال بسيط: ما القصص التي تختبئ في قصاصات القماش المهملة عند الخيّاط؟
هل رضي صاحب الثوب عن عمل الخيّاط، أم نشبت بينهما مشدات حول المقاس أو المواعيد أو التصميم؟ من الذي اختار هذه الأقمشة ولأي غرض؟ هل كان ذلك لتعديل ثوب قديم، أم لصنع هدية لشخصٍ آخر؟ وهل كانت هذه القصاصات جزءاً من عملية تفصيلٍ جديدة أم من تعديلٍ لاحق؟
لقد باتت هذه القصاصات، التي اختارها أحدهم بعناية ذات يوم، تحمل آثار حياةٍ مضت وقراراتٍ اتُخذت ولحظاتٍ عبرت. فكل قصاصة تعكس اختياراتٍ معينة للون والملمس والذوق،اختياراتٍ قد تكون مقصودة أو عفوية، تصحيحية أو إبداعية.
تحرص سُلافة خلال عملها على هذه البقايا على الحفاظ على أشكالها الأصليةاحتراماً لحياة أصحابها السابقة التي تمثلها. ومن خلال وضع تلك القصاصات في طبقات ووصلها معاً بالخيوط، تولد حكاية جديدة: قصة عن الجهد الخفيّ الذي أوجد هذه القصاصات. يستدعي هذا العمل ما يُعرف لدى علماء النفس بـ«الباريدوليا»، إذ يرى المشاهد أشكالاً غير مقصودة، سواءً وجوه أو مناظر طبيعية، تتشكّل بحسب تجاربه الخاصة. وتعكس عشوائية هذه القصاصات حاجتنا إلى إيجاد المعنى والرابط، مُذكرةً إيانا بأن حتى الأشياء المُهملة لها قيمة.